مقدمة:
للموسيقى طريقها الخاص الذي يصل بها
في كثير من الأحيان لقلب المستمع دون مقدمات أو عقبات، و يكاد لا يخلو
برنامج في الإذاعات أو شاشات التلفاز من مقاطع موسيقية، بل وأن الجزء
الأكبر من بث الإذاعات والتلفاز هو بث موسيقي، والموسيقى ترافق حياة
الكثير من الناس لأنها تشعر البعض بالراحة وتزيل الانفعالات المتراكمة لدى
البعض وهي بالنسبة لهم نوع من أنواع المنفسات من الضغوط المتراكمة عليهم.
ولكن
هل كل أنواع الموسيقى يمكن أن تفعل ذلك؟ أم أن بعض أنواع الموسيقى مثل
(البلاك ميتل، والهيفي ميتل، والديث ميتل، والهارد روك) يمكن أن يكون لها
تأثيرها العكسي؟ بحيث أنها ترهق مستمعها وتؤذيه، وتؤثر على جهازه العصبي
والإدراكي، ويكون وقعها على النفس مدمرا وقاسيا.
هذه التساؤلات
وغيرها سنحاول الإجابة عليها بشكل موضوعي خلال الصفحات التالية إن شاء
الله، خصوصا وأننا نسمع من حين لأخر عبر وسائل الإعلام المختلفة من يدافع
عن هذه الأنواع من الموسيقى دون أن يكون له علم ودراية عن أثر هذه الأنواع
من الموسيقى على الإنسان.[1]
*العطب النفسي الذي تسببه موسيقى الروك:
وهذه
الأنواع من الموسيقى(البلاك ميتل، والهيفي ميتل، والديث ميتل، والهارد
روك) تتطور بمستمعها من الاستماع والتسلية البريئة إلى أن تصبح نمط حياة
يعاش، وتتحكم هذه الأنواع من الموسيقى بعقلية ونفسية مستمعها الذي تترسخ
فيه بعض السلوكيات العدوانية من خلال سماعه المتواصل لها.[2]
*العلاقة بالانتحار:
فإلى
جانب العصبية، والغضب، والعنف، وعدم التركيز والوصول إلى حالة من
الهستيريا والهلوسة والانبهار النفسي فإن موسيقى " الهارد روك " وبالذات
موسيقى " البلاك ميتل " تنشئ في نفس المستمع ميلاً نحو الانتحار، وتشويه
الذات، وتدمير النفس، والحرص على التدمير والتخريب والهيجان.
وكما
يذكر الكاتب نيقولاي بوغلوليوبوف في كتابه الموسيقى " لقد تميز ظهور
موسيقى الروك في خمسينات القرن العشرين بتنامي وفوران ظاهرة الانتحار"،
وهذا يدلل على التأثير الخطير والمباشر لهذه الموسيقى على النفس البشرية
وعلى فئة مستمعيها من الشباب، كما وأن للموسيقى الصاخبة تأثيرات يمكن
ملاحظتها في الحفلات التي تقام من حين لأخر بشكل علني وسري، فما أن يبدأ
الحفل وتعمل الموسيقى حتى ترى الشباب يتساقطون الواحد تلو الأخر أثناء
العزف، حيث يصلون لدرجة من النشوة الداخلية وغياب العقل تؤدي بهم للسقوط.
*العلاقة بالمخدرات:
وتعتبر موسيقى الروك طريقا للمخدرات، فنلاحظ أن كثيرين من نجوم الموسيقى
الغربية يتعاطون المخدرات علناً، سواء على المسرح أو خارجه وكثير من
الأغاني الغربية مطعّم بلغة المخدرات، تقول إحدى الفتيات في أمريكا:
(أعتقد أن موسيقى الروك جزء أساسي من ثقافة المخدرات ومعظم الأحداث الذين
يتعاطون المخدرات يحلمون بأن يصبحوا من نجوم الموسيقى ليكتسبوا إعجاب
الآخرين).
وفي برنامج لقناة العربية الأخبارية حول موضوع عبدة
الشيطان قال الشيخ سعد الله السباعي (أحد الشباب الذين عالجتهم كان قبل أن
يشفى يتعاطى الحبوب المخدرة ويتردد إلى حفلات الهارد روك الشيطانية التي
تؤدي بفعل الموسيقى الصاخبة فيها إلى المس والصرع وتدفع الإنسان إلى إيذاء
نفسه ومن يعترضه، لذلك كان يشطب نفسه بالشفرات في أنحاء عدة من جسمه).[3]
*
وتترك موسيقى الروك آثاراً مدمرة على شخصية الإنسان ونفسيته، وليس مصادفة
أن يكون العديد من عازفي ومغنيي الروك في العالم من متناولي المخدرات
ومدمنيها. فنلاحظ أنّ العديدين منهم يقعون في حالة من الهيجان أثناء تقديم
عروضهم، ويفقدون السيطرة على سلوكهم وتصرفاتهم أمام الجمهور، فتراهم
ينزعون سروايلهم ويمطرون الجمهور بالبول من على المنصة، ويظهرون مؤخراتهم
للملايين من المحتشدين لسماع الموسيقى. وهذه الحالات ليست فردية على
الإطلاق. فلقد مزق، على سبيل المثال، مغني الروك المشهور أوزي أزبورين من
فرقة "Black Sabbath" عصفوراً حياً بأسنانه تحت نظر الجمهور، عندما وصل
إلى حالة من الجنون، ولقد قام العازفون في فرقة "KISS" مراراً أثناء عزفهم
بتحطيم التجهيزات، وكسر المعدات والأدوات الموسيقية، وعرضوا أعضاءهم
الجنسية أمام الجمهور. كما ألقى إليس كوبر بثعبان في صالة العرض، ولعب
بقدر مليء بدم الحيوانات، وبأحشاء الحيوانات، وقذفها في الصالة دون سابق
إنذار.[4]
* تهيج هذه الأنواع من الموسيقى الغرائز المرتبطة بالعدوانية والعنف والاغتصاب.
للأدوات
المستخدمة في موسيقى الروك بأنواعها (البلاك ميتل، والهيفي ميتل، والديث
ميتل، والهارد روك)، ولمستوى الصوت المصاحب لهذه الحفلات تأثير عميق على
الإنسان بشكل عام، فهناك تأثير مباشر على دماغ الإنسان وأحاسيسه وإدراكه،
وهناك تأثير على حواسه، وهناك تأثير على جسمه وأعصابه، ويمكن أن نتعرف على
التأثير من خلال الدراسة التالية التي فصلت في كيفية حصول التأثير.
*
يهيج "الهارد روك" بقوة الغرائز المرتبطة بالعدوانية، والعنف والاغتصاب،
حيث يلعب الغيتار ذو المفتاح "باص" أهمية كبيرة في مجموعات الديسكو من نوع
Heavy-Metal. لأن "الباص" يؤثر بقوة على مركز الدماغ المسؤول عن المشاعر
في مجال الجنس والعنف. لذلك يبقى عازف الغيتار في جميع فرق الـ
Heavy-Metal كقاعدة عامة هو العازف الرئيس الحاذق الذي يستطيع الاستيلاء
على الجمهور وإيصاله إلى حالة النشوة الاستثنائية القصوى.
* وتدخل
الكلمات التي يتم تكرارها في الغناء في اللاوعي، وتبدأ تعمل بشكل ذاتي،
توقظ الشعور وتهيجه باتجاه أفعال وتصرفات محددة. كما أن سماع الإيقاعات
نفسها بشكل مستمر يوجه الإنسان باتجاه موجة حسية وتوتر الطاقة.[5]
والروك كما يتبين موسيقى ذات تأثير قوي على الحالة النفسية والبدنية للإنسان.
*
وكما يبين الباحث المشهور في ظاهرة الروك ـ رويل جان بول ريجيمبال: "تتلخص
قوة الروك في النبضات المتقطعة، والإيقاعات، التي تسبب ردود فعل نفسية ـ
مادية عند جسم الإنسان، قادرة على التأثير على مختلف أعضاء الجسم (خاصة
إيقاع البت، يمكن أن يسبب تسريع في نبضات القلب والزيادة في إفراز
الأدرينالين، وكذلك تهييج المجال الجنسي)."[6]
كما وأن تأثير
موسيقى الروك ليست نفسية فقط كما ذُكر سابقا، فلهذه الموسيقى تأثير على
حاسة السمع والبصر وعلى العمود الفقري، وقد تصيب القلب بالخفقان الزائد
وتؤثر على عملية التنفس وتسبب إفرازات هرمونية مكثفة مما يؤدي إلى انقباض
في الحنجرة.
ويصف أحد الأطباء النفسانيين هذه الحالة قائلاً: أن موسيقى " الهارد روك " تلعب على الجسد وكأنه آله موسيقية.[7]
*رضوض في أجسام مستمعي موسيقى الروك:
فقد
لاحظ الأطباء بعد الفحص وجود رضوض في أجسام مستمعي موسيقى الروك بسبب
الموسيقى الصاخبة ذات الترددات الصوتية العالية، كما ويحصل تأثير هذه
الموسيقى على الأعصاب السمعية والأعصاب البصرية، وموسيقى الروك الصاخبة
تؤدي للأسباب السابقة إلى ضعف التركيز وضعف الاستجابة وردات الفعل.
وبالتالي يمكن القول أن هذه الموسيقى تعمل عمل المخدرات على النفس البشرية
من فقد للإدارك والإحساس بالنشوة، والقيام بأمور خارجة عن الوعي.
كما
ويضيف الباحث رويل جان بول ريجيمبال بعض التفاصيل الخاصة بموسيقى الروك
فيقول: (تعمل فرق الروك المعاصرة في المجالات ما بين 80 الف هيرتز وحتى 20
بل وأدنى من ذلك. تصل شدة الصوت إلى 120 ديسيبل، علماً بأنّ سمع الإنسان
مبني على سماع شدة متوسطة تعادل 55 ديسيبل. إنّه اقتحام كامل وسيطرة على
مجمل الشخصية، ويوجه بطريقة قيصرية طرق الأعصاب السمعية. حصلت حالات عندما
سببت الترددات المتدنية أو العالية بإعطاب المخ. ولوحظ في حفلات الروك
العديد من الرضوض الناجمة عن الصوت، واللفحات أو الحروق الصوتية، وفقدان
السمع والذاكرة).[8]
*تأثير الإضاءة المصاحبة لموسيقى الروك:
وعند
الحديث عن أثر الإضاءة المصاحبة لموسيقى الروك أضاف الباحث رويل جان بول
ريجيمبال التالي: (كما أن الإضاءة التكنيكية للروك ليست بلا ضرر، والتي
تدعى بإنارة الستربوسكوب (تسمح معدات ـ الستربوسكوب ـ بمساعدة أسلوب التقطع